رمضان الكيال يكتب...كارثة قلة الفقه والاعتداء على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الخبثاء من الفريقين ممن حوت ضلوعهم قلوب شياطين في أجسام إنس، حاولوا استغلال الاستشكال لدي البعض في فهم معاني أحاديث رواها البخاري أو مسلم أو كلاهما في الصحيحين، فطعنوا في صحة هذه الأحاديث مُتهمين البخاري ومسلم بالكذب على رسول الله ﷺ بأن نسبوا إليه ما لم يقُل!!! ومن ذلك طعنهم على صحة الحديث الذي صححه مسلم، والذي أمر فيه رسول الله ﷺ حذيفه ابن اليمان رضي الله عنه بالسمع والطاعه للأمير، وإن جلد ظهره واخذ ماله، حيث استغلوا ضعف الفهم وقلة الفقه لدى البعض وقالوا كيف يصح مثل هذا الحديث عن رسول الله ﷺ؟! ومعناه واضح في تشجيع الأمراء على التمادي في الجَور والظلم، وتشجيع الرعيه على استمراء الذُل والتمادي في قبول الظُلم من الأمراء دون تحريك ساكن او إنكار المنكر باللسان او القلب!!!! لِذا آليتُ على نفسي أن أبين التفسير الكامل والشرح الصحيح لهذا الحديث، والذي لا نشك ولا نشكك في صحته، لأنه ذُكِر في واحد من اصح كُتُب السُنه وهو صحيح مسلم، وسنبين الحكمه العظيمه والمنفعه الكبرى التي من أجلها أمر رسول الله ﷺ الرعيه بالسمع والطاعه للأمير ولو كان ظالماً، هذا الأمر الذي قد يبدو لضيّقِى الافُق قليلى الفقه والفهم أمراً بقبول المَذله والظلم والرضا بهما!!!! وحاشاه ﷺ أن يقصد هذا المعنى أو يشجع علي الرضا بالظلم والقبول به.
وسأسوقُ إليكم أحاديث صحيحه أُخرى ومواقف لبعض الخلفاء الراشدين مع الرعيه، يتضح من خلالها أنَّ فهم الحديث الذي أشرنا إليه سالفاً، كان فهماً ضيّقاً وفهماً خاطئاً قاصراً جانبه الصواب تماماً،،، لِذا ساعرض فيما بعد الحديث الشريف الصحيح بالتفصيل مع بيان المعنى الدقيق له، وسيتبين لنا معناه كاملاً غير منقوص بتناول أحاديث أخرى صحيحه، تكمل معناه، وتجليه بوضوح لكل مَن استشكل عليه فَهم معناه بشكلٍ صحيح، فأحاديث الرسول ﷺ يكمل بعضها بعضا ويفسر بعضها بعضا كما سنبين فى الجزء القادم بإذن الله.