الدكتور رمضان الكيال يكتب...المقاومة الفلسطينية انتصرت
بسم الله الرحمن الرحيم...
"وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا" (الاسراء - 81)... افتتح مقال اليوم بهذه الآيه الكريمه بمناسبة تحقيق المرحلة الأولى من النصر المُبين الذى وعدنا به المولى عز وجل حين قال: "وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين".... بعد شهر ونصف من الصراع العنيف والنِزال الدامى بكل انواع الأسلحة وبعد تكالب كل قوى الشر فى العالم اجمع، حيث أتى الى المنطقه كل قيادات الولايات المتحدة الأمريكية وتوجهوا الى ارض فلسطين المحتله دعماً لحكومة نتنياهو في الكيان الصهيونى المُحتل والمُسمى بإسرائيل كما يلى: الرئيس بايدن ووزير الخارجية تونى بلنكن ووزير الدفاع، وقائد الأركان، وچنرالات الجيوش وأكثر من 2000 مُقاتل من قوات النُخبة الأمريكية، وحاملتان طائرات عملاقة بطائراتهما (الوَحش فورد وايزنهاور)، وجسر جوي مُباشر ينقل ذخائر وصواريخ، وبارجتان بريطانيتان وطائرات مُقاتلة بطياريها، وأسلحة فرنسية وطائرات مُسيرة، وأسلحة ألمانية، ودعم سياسي أطلسي و 7 أجهزة مُخابرات عالمية على رأسها الشاباك...
ما هذا يا ساده؟ وعلى مَن تم تجييش كل هذه القوى بامكاناتها الهائلة؟!... هل على جيوش الدول العربية كلها مُجتمعه؟!... اتدرون اجتمعت على مَن ياساده؟!... على ثلةٍ من الآخِرين، على عدد من المُجاهدين المُقاتلين لا يتعدى اربعون الف فى المُجمل، وقد تحرك منهم فى ساحة العمليات الى الآن خمسة آلاف مُجاهد فقط!!!... أرأيتم ماذا صنعت هذه الثلة القليله المُتواضعة التسليح والتجهيز والتدريب والدعم اللوچستى؟! إنها حرب عالمية شرسه على غزة وحدها، ولما اشتد الحصار على غزة، واصبحوا بدون طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا وسائل اتصالات ولا نت، وقد انهكهم التعب... وقد جاؤوهم مِن فوقهم بالطائرات والمتفجرات والقنابل والصواريخ، وجاؤوهم من جهة البر بأقوى الدبابات والمُدرعات وجميع أنواع الآلات العسكرية لسلاح المُشاة، وجاؤوهم من البحر بحاملات الطائرات والبارجات والمُدمرات وقوات المارينز، وإذ شخَصَت الأبصار وزاغت من شدة الحَيْرة والدهشة، وقد اعترف المُجاهدون بهذه المشاعر والأحاسيس، وقد رأيناها صوت وصوره، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرُعب، وغلب اليأسُ المنافقين من الظهير العربى المُخزى إلا مَن رحم ربى، وكثرت الأقاويل من الطابور الخامس فى كل البلدان العربيه من طائفة المُنافقين والمُدلسين من أعلى مستوى فى النُخبة الى أدنى مستوى، إما عِلمانيين او مُلحدين او مُنظِّرين فى الإعلام والصحافه أو عُلماء ومشايخ باعوا آخرتهم بعرضٍ قليل من الحياة الدنيا، وكلهم شككوا واتهموا المقاومة والمُجاهدين بالتهور والجنون والانتحاريه ومن قبل بالارهاب، وظنوا بالله الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه ولا يعلي كلمته، لكن ماذا حدث الآن وبعد 45 يوم من القتال الشرس؟ اللهُ خيَّبَ كل الظنون ونصَرَ عباده المؤمنين كما اخذ العهد على نفسه "وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين".... يتبع.