كلنا الوطن
kolonaalwatan
kolonaalwatan
kolonaalwatan
أهم الأخبار

رمضان الكيال يكتب...تأملات دينية في الكوارث الطبيعية

الدكتور رمضان الكيال
الدكتور رمضان الكيال


الأحبه الكِرام الافاضل... نبدأ اليوم سلسلة مقالات بعنوان الكوارث الطبيعية، بعد أن تعرض العالم العربى لنوعين مختلفين من هذه الكوارث خلال اسبوع واحد، الكارثة الأولى زلزال المغرب مساء الجمعة للأسبوع الماضى، والثانيه إعصار دانيال الذى ضرب الساحل الشرقى الليبى مساء الاحد، ومن زلزال المغرب الى إعصار ليبيا نتعلَّمُ الكثير من الدروس والعبر البليغة، فلا شيء مضمون في هذه الدنيا، وأنَّ كلّ شيءٍ قد ينقلبُ بلحظات، صاحبُ القصرِ المشيد الفاخر قد يغدو مُشرَّداً، والثَّريُّ قد يغدو فقيراً، والوسيمُ قد يصبح ذا عاهة، والعاقل من كان مع اللهِ في كُلِّ حالٍ يتعظ ويعتبر. فسوف نعرض كل وجهات النظر لهذه الظواهر الجديدة على بلادنا واراضينا العربية، وجهة النظر الاولى من الجانب الدينى، ووجهة النظر الأخرى من الجانب العلمى والحسابات والتقديرات والأرقام...
فنبدأ بوجهة النظر الدينيه ونحاول التأمل فيما يحدث ونجد له تفسيرا، فبالله التوفيق نبدأ بقول الله عز وجل فى سورة آل عمران بجملة تحذيريه خلال الآيه رقم 30 "ويحذركم الله نفسه".
فالعبد من ظُلمه وجَهله لا ينظر إلا الى الأمر الحاضر، وليس له عقل كامل يلحظ به عواقب الأمور فيقدم على ما ينفعه عاجلاً وآجلا، ويحجم عن ما يضره عاجلاً وآجلا، ثم أكد الله تبارك وتعالى تحذيرنا نفسه رأفةً بنا ورحمةً لئَلا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا، وليجمع لنا بين الترغيب الموجب للرجاء والعمل الصالح، والترهيب الموجب للخوف وترك الذنوب، فقال { ويحذركم الله نفسه والله رءوفٌ بالعباد } فنسأله أن يمن علينا بالحذر منه على الدوام، حتى لا نفعل ما يُسخطه ويُغضبه.
واعصار دانيال هذا يتوقعون انتقاله من شرق ليبية الى غرب مصر، حيث اللقاء والموعد مع مدينة الاسكندرية كما يتوقعون، فما الحل وما السبب وأين المنجى والملجأ والمفر؟؟؟
لمعرفة الأسباب نستعرض سوياً حديث رسول الله ﷺ الذى ورد ذكره فى صحيح ابن ماجه؛
حيث قال الحبيب ﷺ: يا مَعشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع.
الصفحة أو الرقم: 7978 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (4019)... يتبع.

والى هنا نتوقف ونكمل الحلقه القادمه بإذن الله تعالى.