تنظيف الغرغرينا في حالات معينة قد يكون جريمة شائعة
غرغرينا القدم أو أصابع القدم الداخلية من الأمور المزعجة والمقلقة للمريض عند حدوثها. الغرغرينا هي حالة تموت فيها الأنسجة والخلايا نتيجة انخفاض أو انقطاع تدفق الدم إلى القدم، وهو التدفق الذي ينقل الغذاء والأكسجين إلى أنسجة الجسم، إضافة إلى تغذية الجهاز المناعي ونقل الأجسام المضادة لمقاومة العدوى.
وأوضح الدكتور وليد الدالي، أستاذ جراحات الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري بجامعة القاهرة، أن الخلايا قد تبدأ بالموت نتيجة نقص الغذاء والأكسجين، مما يجعل الأنسجة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية في ظل عدم وجود مقاومة من الجسم، مما يؤدي إلى انتشار الغرغرينا.
وأشار الدكتور وليد الدالي إلى أن القيام بتنظيف الغرغرينا في ظل وجود قصور بالدورة الدموية هو خطأ شائع يمكن أن يؤدي إلى انتشار الغرغرينا في القدم بأكملها خلال ساعات قليلة. وأضاف أن هذا القصور المزمن في الدورة الدموية غالبًا ما يكون لدى كبار السن، ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، والمدخنين، وذوي مستويات عالية من الكوليسترول والدهون الثلاثية، والأشخاص الذين يعانون من السمنة أو عدم ممارسة الرياضة.
وأكد الدكتور الدالي أنه عند حدوث الغرغرينا، يبدأ الإصبع بتغيير لونه إلى الأسود، ويجب التوجه فورًا إلى طبيب جراحة الأوعية الدموية، الذي يتعامل مع مثل هذه الحالات. يختلف علاج غرغرينا القدم السكري من حالة لأخرى وقد يصل إلى البتر في الحالات الحرجة.
وأوضح الدكتور الدالي أن طبيب الأوعية الدموية يقوم بأخذ التاريخ المرضي، وإجراء فحص شامل للأوعية الدموية الطرفية، بالإضافة إلى التحاليل والفحوصات اللازمة مثل الدوبلر الملون على شرايين الساق، والأشعة المقطعية على شرايين الساق لتحديد مكان وطول الانسداد ومعرفة الأنسجة الميتة في الساق.
وأضاف الدكتور الدالي أن مرض السكري يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حالة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انسداد شرايين القدم وقصور في الدورة الدموية، وهو ما يقلل من تدفق الدم إلى القدمين بشكل كافٍ. كما يمكن أن يؤثر السكر على الأوعية الدموية الصغيرة المغذية للأعصاب، مما يسبب تلفها ويؤدي إلى اضطراب الإحساس بالقدمين وعدم مقاومة البكتيريا نتيجة ضعف تدفق الدم.