توقعات بارتفاع أسعار الذهب بنسبة 27% خلال العام المقبل
يتوقع أن يكون الذهب أحد أبرز الاستثمارات الرابحة في عام 2025، بعد ما سجل أداءً مميزًا خلال العام الجاري، حيث إن المعدن الأصفر الذي يعرف بكونه ملاذًا آمنًا في أوقات التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، ويختتم العام الحالي بأفضل أداء منذ عام 2010، وسط توقعات بمزيد من المكاسب في العام المقبل.
أسباب التوقعات بارتفاع الذهب في 2025
وحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 27% خلال العام الحالي لتصل إلى 2617.20 دولار للأوقية، متفوقة على العديد من المؤشرات الاستثمارية، مثل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الذي حقق مكاسب بنسبة 25%، ومؤشر "ناسداك" الذي ارتفع بنسبة 31%.
وعلى الرغم من التراجع الطفيف بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، لا يزال المعدن الأصفر يحتفظ بجاذبيته كملاذٍ آمن، مع توقعات بارتفاع سعره إلى 3000 دولار للأوقية وفقا لتحليلات بنوك كبرى مثل "جي بي مورجان" و"جولدمان ساكس".
ورصدت "وول ستريت جورنال"، أهم وأبرز الأسباب لتوقعات ارتفاع الذهب في 2025:
1. السياسة النقدية ومعدلات الفائدة:
مع احتمالات خفض معدلات الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تزداد جاذبية الذهب باعتباره استثمارًا خاليًا من العائدات، والتخفيض المتوقع يحد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب ويعزز الطلب عليه.
2. عدم اليقين الجيوسياسي:
الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، بالإضافة إلى تصعيد النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تشجع المستثمرين على التوجه نحو الذهب كوسيلة للتحوط.
3. ارتفاع الطلب في الصين:
وتعد الصين من أكبر المستهلكين للذهب عالميًا، حيث تضاعفت احتياطياتها الرسمية من المعدن الأصفر أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2008، ويتوقع أن يستمر الطلب القوي من الصين في دعم الأسعار.
4. شراء البنوك المركزية:
أظهرت استطلاعات الرأي أن نحو 29% من البنوك المركزية تخطط لزيادة احتياطياتها من الذهب خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018، البلدان التي توترت علاقاتها مع الغرب، مثل الصين وروسيا، تعزز من هذا الاتجاه.
5. العقوبات الاقتصادية على روسيا:
دفعت العقوبات الغربية على روسيا بعض البنوك المركزية إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب كبديل آمن.
6. استمرار زخم المكاسب:
خلال السنوات الخمس الماضية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 20% على الأقل في خمس مرات، مما يشير إلى احتمالية استمرار الاتجاه التصاعدي.
من ناحية أخرى، يتمتع الذهب بميزة كونه أقل تأثرًا بالطلب الصناعي وتباطؤ النشاط الاقتصادي، ومع استمرار الطلب العالمي من قبل المستثمرين والبنوك المركزية، إلى جانب عوامل جيوسياسية واقتصادية داعمة، يبدو أن الذهب على وشك دخول مرحلة جديدة من المكاسب في عام 2025.
الجدير بالذكر، أنه مع التوقعات باستمرار التوترات السياسية والتقلبات الاقتصادية، يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان، مما يعزز التوقعات بمزيد من الارتفاعات في العام المقبل.