ترامب يكشف جزء من خطته للسيطرة على العالم
تصريحات وُصفت بالصادمة، أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، قبل بداية ولايته الثانية، أكد فريقه أنها «مجرد جزء من خطة أوسع».
وأعرب ترامب وفق ما نقلته العين الإخبارية عن رغبته في ضم جزيرة غرينلاند وإعادة السيطرة على قناة بنما، واقترح جعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن فريق ترامب قوله إن "تصريحاته الأخيرة هي جزء من استراتيجية أوسع" بشأن سياسته الخارجية.
وقبل أقل من شهر من تنصيبه، يقوم ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحروب في العالم وإعادة إحلال السلام من خلال القوة، بصياغة سياسة خارجية ترفع شعار "أمريكا أولاً"، تتسم بالعداء تجاه حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء، وتركز على أحلام التوسع الإقليمي.
وبالنسبة لأي رئيس حديث آخر - وخاصة الرئيس الذي خاض حملته الانتخابية على أساس إنهاء الحروب وليس البدء بها - فإن التهديد بالتعدي على سيادة الحلفاء سيكون أمرًا غير معتاد للغاية.
لكن السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة ولاية ترامب الأولى تميزت بالانحرافات شبه المستمرة عن الاتفاقيات الدبلوماسية والالتزامات الدولية السابقة، وتم تحديدها من خلال سياسة حافة الهاوية السياسية والاقتصادية غير المتوقعة والمعادية في بعض الأحيان للشركاء والأعداء التقليديين في جميع أنحاء العالم.
لكن فريق ترامب يصر على أن تعليقاته الأخيرة هي جزء من استراتيجية أوسع.
وتقول المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي، آنا كيلي: "زعماء العالم يتدافعون إلى الطاولة لأن الرئيس ترامب يفي بوعده أن يجعل أمريكا قوية مرة أخرى، وعندما يتولى منصبه رسميًا، ستفكر الدول الأجنبية مرتين قبل تمزيق بلدنا، وستحظى أمريكا بالاحترام مرة أخرى، وسيصبح العالم كله أكثر أمانًا".
وقال أحد المسؤولين في فريق ترامب الانتقالي لـ"واشنطن بوست"، إن المهمة الشاملة المتمثلة في مواجهة روسيا والصين هي "الخيط المشترك" الذي يربط تعليقات ترامب بكندا والمكسيك وغرينلاند وبنما، علمًا بأن ترامب لم يستخدم هذه الحجة حتى الآن.
وأضاف المسؤول: "هذا ليس مجرد تهور؛ فهناك نسيج متماسك بشأن كل هذا.. وترامب يعرف كيف يزن الأمور".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن المسؤولون الكنديون عن خطة لزيادة الإنفاق على أمن الحدود، واستخدام الكلاب والذكاء الاصطناعي لاعتراض المخدرات غير المشروعة.
واعتبر فريق ترامب أن هذا الإعلان "مؤشر مبكر على نجاح استراتيجية ترامب".
لكن استراتيجية ترامب لا تقنع الجميع. إذ قال النائب الجمهوري السابق كارلوس كوربيلو لشبكة "إم إس إن بي سي" هذا الأسبوع إن رسائل ترامب قد "تؤدي إلى تدهور" العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أخرى، مما قد يجعل من الصعب بناء تحالفات دولية في المستقبل.
وأضاف كوربيلو أن "مثل هذه الإهانات قد تستفزهم وتدفعهم إلى مواجهة مع الولايات المتحدة"، ولكنه استبعد أن تتحول هذه المواجهة إلى "صراع عسكري"، محذرًا من "الخطر حتى لو كان تكتيكًا تفاوضيًا".
ولم يهتم المسؤولون الكنديون بتصريحات ترامب، ومن غير المرجح أن يظهروا أي استعداد لمناقشة هذه الفكرة، كما لم يعرب المشرعون الأمريكيون على نطاق واسع عن استعدادهم لضم كندا.
وقال رئيس وزراء غرينلاند إن الجزيرة "ليست للبيع"، كما أكد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما، وسيظل كذلك".
ورغم تجاهل العديد من حلفاء ترامب تهديداته باعتبارها جزءًا من خطته المعتادة في التفاوض، إلا أن البعض لديهم مخاوف حقيقية بشأن ما إذا كان سيتجاوز الخط الفاصل بين الخطاب القاسي والحرب الاقتصادية والتدخل العسكري.
وهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة، وناقش سرًا فكرة استهداف عصابات المخدرات في المكسيك بالصواريخ.
وبدلاً من استبعاد الفكرة، التي حذر المسؤولون المكسيكيون من أنها ستدمر كل التعاون الأمني بين البلدين، أشار العديد من المرشحين الرئاسيين خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2024 إلى دعم ترامب لاستخدام القوة العسكرية لوقف الاتجار بمخدر "الفنتانيل".