الدكتور أحمد السبكي: الطب الشخصي يضمن تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة
نظمت هيئة الرعاية الصحية، جلسة علمية تحت عنوان «الجينوم والطب الشخصي وتأثيرهم الاقتصادي على أنظمة الرعاية الصحية»، وذلك ضمت فعاليات مؤتمر صحة أفريقيا Africa Health Excon 2024، والمعرض المصاحب له.
وفي مستهل الجلسة، ألقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، كلمة افتتاحية، رحب خلالها بكافة السادة المتحدثين، أوضح فيها دور هيئة الرعاية الصحية كذراع الدولة الرئيسي في ضبط وتنظيم تقديم خدمات التغطية الصحية الشامل، مؤكدًا أن الطب الشخصي ثورة في تقديم الرعاية الصحية، وتحسين نتائج المرضى، ودفع النمو الاقتصادي على المستوى العالمي مع إعطاء الأولوية للرعاية المتمركزة حول المريض.
وأشار رئيس الهيئة أن الطب الشخصي يعزز تقديم رعاية صحية مخصصة تتناسب مع الاحتياجات الفردية لكل مريض، لافتًا أن تطبيق الطب الشخصي يضمن تحسين كفاءة الأنظمة الصحية، كما يحفز الابتكار والنمو في الصناعات المرتبطة بالرعاية الصحية، مثل شركات التكنولوجيا الحيوية والأدوية، حيث يتم تقليل الهدر في الموارد الطبية وزيادة الاستثمار في الأبحاث والتكنولوجيا الطبية المتقدمة.
وأضاف: يضمن العلاج الشخصي المستند على التسلسل الجيني على الفهم الدقيق للخلفية الجينية لكل مريض، تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، وتوفير علاجات مخصصة ترفع من فعالية الرعاية الصحية، علاوة على ذلك، فإن التطورات في الجينوم تساهم في اكتشاف علامات حيوية جديدة وتطوير علاجات دقيقة، مما يعزز من نتائج المرضى ويقلل من تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل.
وأكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان الأسبق ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر و رئيس الجمعية الطبية المصرية، أنه لتطوير أبحاث الجينوم في مصر يجب اتباع نهج متكامل يشمل تطوير البنية التحتية، والموارد البشرية، والتعاون الاستراتيجي، والتوعية العامة، نحتاج إلى إنشاء مرافق بحثية جينومية حديثة ومجهزة والاستثمار في القوى البشرية لخلق جيل من الباحثين والمتخصصين في الرعاية الصحية في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ورش العمل والشراكات مع المؤسسات الدولية الرائدة لضمان مهارة مقدمي الخدمة في استغلال التقنيات والمنهجيات بما يدعم الابتكار وتبادل المعرفة.
وأوضح اللواء طبيب خالد عامر، الرئيس التنفيذي لمركز مصر للبحوث الطبية والطب التجديدي، أن أهداف المركز هو إنشاء خريطة وراثية مرجعية للمصريين ستساعد في علاج أنواع مختلفة من الأمراض وتحديد العوامل الوراثية التي تؤثر على القابلية للإصابة بالأمراض الوبائية وكذلك تعزيز الصحة العامة من خلال دراسة جينات مصرية محددة تتعلق بالأمراض غير المعدية، ويُعد مركز مصر للبحوث الطبية والطب التجديدي هو أول بنك حيوي آلي تم إنشاؤه وفقًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مارس 2021، لإنشاء مشروع الجينوم المرجعي للمصريين، والذي يلعب دورًا حيويًا في تخزين كافة أنواع العينات المستخدمة في البحث العلمي لسنوات طويلة، مما يسهل دراسة العينات الحيوية دون الخوف من تعرضها للتلف.
وأوضح الدكتور أحمد السيد، رئيس برنامج أبحاث الجينوم والإيبجينوم في مستشفى 57357، التحديات التي يمكن أن نواجهها في ترجمة الأبحاث الجينومية من المختبر إلى الممارسة الاكلينيكية، وخاصة في سياق علاج السرطان، مؤكدًا أن دمج البيانات الجينومية في عمليات صنع القرار من التحديات التى نواجهها، لذلك يجب تدريب الأطباء على فهم وتفسير المعلومات الجينومية المعقدة. وهذا يتطلب استثمارًا كبيرا في التعليم والتطوير المهني المستمر لضمان تجهيز مقدمي الرعاية الصحية لاستخدام البيانات الجينومية بشكل فعال.
وأشارت الدكتورة عبير شلبي، أستاذ الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي بجامعة قناة السويس، عضو مؤسس وعضو اللجنة التنفيذية للشبكة القومية للمعلوماتية الحيوية، إلى دور المعلوماتية الحيوية(Bioinformatics) في تفسير البيانات الجينومية لتحسين تشخيص الأمراض وعلاجها.
واستعرضت الدكتورة دينا الهاروني، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراة في معهد دانا فاربر للسرطان بالاولايات المتحدة، والتي شاركت عبر خاصة الفيديو كونفرانس بالجلسة، التأثيرات الاقتصادية المحتملة للعلاج القائم على الجينوم من حيث تاثيرها على أنظمة الرعاية الصحية واقتصادات البلدان النامية.
وقالت دكتورة ماري أكانغبي رئيس زينيث جلوبال هيلث، يستخدم الطب علم الجينوم لتعزيز رعاية المرضى عبر تحليل الجينات لتحديد التغيرات المؤثرة على صحة الأفراد واستجابتهم للأدوية، هذا النهج يمكن الأطباء من تصميم علاجات مخصصة تتماشى مع الخصائص الجينية لكل مريض، مما يحسن فعالية العلاج ويحد من الآثار الجانبية، إضافةً إلى ذلك، يساعد علم الجينوم في التشخيص المبكر للأمراض ووضع استراتيجيات وقائية دقيقة، مما يعزز جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وأجاب الدكتور موريس اتوكي المدير التنفيذي لافريكان بزنس كوليشن فورهيلث African business Coalition for Health ، على التساؤل الخاص بكيفية أن يساعد علم الجينوم في التنبؤ باستجابة الشخص للدواء، فمن خلال تحليل الجينات الفردية، يمكن تحديد التغيرات الوراثية التي تؤثر على كيفية امتصاص الأدوية، وتوزيعها، وإفرازها من الجسم، وباستخدام المعلومات الجينومية، يمكن تطوير استراتيجيات علاجية مخصصة تضمن فعالية العلاج وتقليل المخاطر، مما يسهم في تحقيق نهج طب شخصي أكثر دقة وفعالية.
واختتم الدكتور شريف كمال، مستشار رئيس هيئة الرعاية الصحية للشؤون الصيدلية وإدارة الدواء، أن هيئة الرعاية الصحية خلال خطتها لعام 2024 ستشهد تطورًا من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والرعاية الصحية الشخصية، وتعزيز آليات الميكنة واستغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني للدواء فضلًا عن ميكنة الصيدليات ، وهو ما يضمن دقة تحضير الوصفات الدوائية بشكل فعال، ويسهل العمليات الصيدلانية لضمان تقديم خدمات فعّالة وآمنة، ويدعم التتبع الدقيق لتحركات الأدوية، ويقلل من فرص الأخطاء الدوائية ويعزز سلامة المرضى ويضمن تحسين تجربة المريض، مشيرًا أن هيئة الرعاية الصحية بصدد إنشاء دليل للاستخدام السليم للاختبارات الجينية ووضع معايير للتطبيق العملي خلال الفترة المقبلة.
هذا وتطرقت الجلسة التي أدراتها الدكتورة آلاء الدمرداش، عضو التعاون الدولي بهيئة الرعاية الصحية، إلى عدة محاور وأبرزها مناقشة فحص التقدمات الحديثة في أبحاث الجينوم وآثارها الاقتصادية على أساليب الطب الشخصي في الممارسة السريرية، مع التأكيد على نماذج الرعاية المتمركزة حول المريض، ومناقشة إمكانيات تسلسل الجينوم، وتحديد العلامات الحيوية، والعلاجات الدقيقة لتحسين الرعاية الصحية وتحفيز النشاط الاقتصادي والابتكار، مع التركيز على تعزيز تجربة المريض والنتائج الاقتصادية، فضلًا عن استكشاف التحديات والفرص الاقتصادية في دمج الجينوم في أنظمة الرعاية الصحية العالمية، بما في ذلك الاعتبارات المتعلقة بالاستثمار، والوصول إلى السوق، وتطوير القوى العاملة، مع الحفاظ على مبادئ الرعاية المتمركزة حول المريض، وألقت الضوء على دراسات الحالة وقصص النجاح في تنفيذ الطب الجينومي في بيئات رعاية صحية متنوعة وأثرها الاقتصادي على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات.