روشتة للتعامل مع القلق قبل نتيجة الثانوية وطرق التعامل بعدها
يعيش الأبناء والآباء في حالة من التوتر والقلق والانتظار بسبب نتيجة الثانوية العامة، وهنا دور الآباء لطمئنة أبنائهم، وعدم زيادة حدة التوتر في المنزل، أو الخوف داخل الأولاد وهنا ستجيب لنا الدكتورة ياسمين المصري استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية عن أغلب الأسئلة التي تدور في أذهاننا حول القلق من نتيجة الثانوية العامة، وكيفية التعامل مع قلق وتوتر الأبناء، وطريقة التعامل مع الأبناء في حالة لم يحصلوا على المجموع الذي يؤهلهم للكلية التي تمنوها، وكيف نكون داعمين لأبنائنا في الفرح والحزن، وكيف نتقبل الواقع سواء كان كما نريد أو كما لا نريد.
كيف يتعامل الآباء مع قلق الثانوية العامة؟
وحول القلق من نتيجة الثانوية العامة قالت الدكتورة ياسمين إن هذا القلق مرتبط بشقين شق متعلق بالأبناء وأحلامهم وقدراتهم وشق متعلق برغبة الآباء في كون أبنائهم من المتفوقين أوأن يحصد الآباء جهدهم مع الأبناء الزائد فوق طاقتهم.
وتابعت في تصريحات لموقع "كلنا الوطن":" أيًا كانت النتائج فهي مجرد تجربة في مرحلة من مراحل الحياة ، فلا تزيدوا تحفيز الشعور بالذنب عند الأبناء أو اتهامهم بالتقصير تجاه دراستهم أو مستقبلهم بالكامل وكأنه متوقف علي نتيجة الثانوية فقط".
وأكدت أن الأبناء بحاجه إلى الاحتواء ليطمئنوا، وبالتالى على الآباء التوقف عن مقارنات الأبناء بغيرهم أو التجريح بوصف الإبن بالفاشل أو عديم المسؤلية".
وأشارت إلى أن رحلة التعلم لن تقف عند شهادة معينة ، لذلك لابد أن نطمئن أبنائناأيًا كانت النتيجة، وأكدت على ضرورة الفصل بين نجاحهم أو تفوقهم وبين كونهم أبنائنا لأن أى رد فعل سيسجل استجابة وذكرى بداخل أذهان الأبناء.
وطالبت الآباء قائلة:" رفقا بالأبناء لأنهم لديهم قلق علي نتائجهم وخوف علي مستقبلهم وحب وسعي لإسعادكم فلا تكونوا أنتم أهم مصدر قلق لهم، وندعوا لكل أبنائنا بالتوفيق والنجاح في الميسر لهم في رحلتهم بالحياة".
مقولات تزيد من توتر طلاب الثانوية العامة قبل النتيجة
وفي هذا الموضوع أكدت الدكتورة ياسمين المصري،أنه لابد أن يكون التركيز مع الأبناء أيام الدراسة وقبل النتيجة على التعامل مع مذاكرة الثانوية على أنها معلومات لهم قبل أن تكون مرحلة في حياتهم من مراحل التعليم، مؤكدة على ضروررة التوقف عن قول هذه العبارات "العبرة بالنتائج، يوم الامتحان يكرم المرئ أو يهان".
موضحة أن هذه العبارات التي نقولها دون اعتناء تخلق رهبة كبيره تجاه الاختبارات النهائيه والنتائج.
كيف ندعم أبنائنا قبل ظهور نتيجة الثانوية؟
وأوضحت أن بداية الدعم الذي يمكن أن نقدمه لأبنائنا قبل نتيجة الثانوية العامة وبعدها هو في الفصل بين أبنائنا ونتائجهم، وتصدير إحساس لهم بأنه أيًا كانت النتائج فهي خير.
وحذرت من تأجيل أى شىء بسبب النتيجة قائلة:" نأجل المصيف بعد النتيجة أو الخروج بعد النتيجة أو الحفلة الكبيرة بعد النتيجة"، مؤكدة أن هذه التصرفات تزيد من الضغط والتوتر.
ونصحت بضرورة أن يكون الحوار قبل النتيجة مع الأبناء على هذا النحو:" إن شاء الله خير والنتائج تكون مرضية لكم أنتم أولا ونحن ثانيًا".
كيفية التعامل مع الفرح الزائد او الغضب الزائد بعد نتيجة الثانوية العامة؟
وتابعت استشاري النفسي قائلة: "الحقيقة الفرح الزائد دليل علي عدم استحقاق الإبن للنجاح فأنا من كثرة ما أنا مش مصدق مبسوط، أما الغضب الزائد يعنى أننا نتعامل مع أبنائنا بحسب النتيجة ونسينا أنهم أبنائنا بغض النظرعن النتائج، وهنا لابد أن نسأل أنفسنا سؤال هل الغضب الزائد سيغيرالنتائج؟ والإجابة لا لكنه سيؤثر بالسلب علي نفسيتهم وسيشعرهم بالعجز ويزيد الخوف وانعدام الثقة لديهم، فرجاء أيًا كانت النتائج كن معتدل ولا تفرط ولا تُقيموا أبنائكم بنتائجهم ولكن اسألوا عن مدى رضاهم هم عن كيف يروا النتائج ومدى استحقاقهم لها، خففوا عن أبنائكم ولا تكونوا سبب في حفر صدمة جديدة داخل عقولهم عن أنفسهم".
طريقة التعامل مع الأبناء في حاله لم يحصلوا علي المجموع الذي يؤهلهم للكلية التي أرادوها:
وحول طريقة التعامل مع الأبناء في حالة عدم حصولهم على النتائج التي تؤهلهم للكلية التي أرادوها،أضافت الطبيبة النفسية قائلة:" هنا أيضًا الموضوع له شقين شق هل أنا من تمنى يدخلها أم هى أمنيته هو واختياره هو وهو من سعى لها، وفي الحالة الأولى سأكون غاضبة أكتر من أبنائي علي فكرة أنه لم يحصل على النتائج اللي تدخله هذه الكليه، وهنا سأشحنه أكثر بفكرة أن الحلم انتهى وسأحمل ابني فوق طاقته وهو لا يتحمل في هذا الوقت ضغط أكثر ".
وتابعت:"أما إذا كانت رغبته فأبدأ أساعده في إيجاد بدائل مناسبه لقدراته أكثر وأشجعه علي اختيار بديل أفضل وأنه يستطيع أن يقدم أحسن ما عنده في كلية تخدم مهاراته أكثر".
كيف نتقبل الواقع ؟
وجاوبت أيضًا الدكتورة ياسمين في تصريحاتها لـ"كلنا الوطن" على كيفية تقبل واقع النتيجة سواء كان يرضينا أم لا قائلة:"أيًا كانت النتيجة التي ستظهر هي جزء وليست كل ما تعلمته في الحياة فمتعة متصلق الجبال في التصلق ذاته بصعوباته وعسراته لكن القمة هي النتيجة بعد وصوله لها، وحينها يبدأ بالبحث عن رحلة أخرى، فالقمة لا تعني النجاح ولا الهبوط،ولا مقياس لنجاح بدون عسرات ولا فشل لا يتخلله نجاح فكل مرحلة بها الإثنين معًا ونحن من نختار علي ماذا نركز، وقال الله تعالى (إن مع العسر يسرا ) وأيضا (وعسى أن تكرهوا شئ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيء وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).