كلنا الوطن
kolonaalwatan
kolonaalwatan
kolonaalwatan
أهم الأخبار

بقلم دكتورة نها محمد أحمد عثمان: استخدام التكنولوجيا بشكل صحي

في ظل الاستخدام المتزايد للإنترنت هذه الأيام، ودور التكنولوجيا المتزايد في تحسين حياتنا اليومية، ولكن كيف تضمن أنّها تساهم في تحسين حياتك وليس العكس ، ومن هنا جاء مفهوم "استخدام التكنولوجيا بشكل صحي" بمعنى صياغة علاقة صحّية وسليمة بالتكنولوجيا، بحيث يمكنك الاستفادة من جميع المزايا التي توفّرها التكنولوجيا مع التحكّم في كيفية استخدامها.
فالتكنولوجيا اليوم تنتشر في كل مكان وتتطوّر بسرعة كبيرة ،و تقدّم لنا التكنولوجيا إمكانية مذهلة للوصول إلى المعلومات وتسهّل علينا التعاون والتواصل مع بعضنا البعض، ولقد أصبحت الهواتف الذكية تشكّل رمزًا للثورة التكنولوجية التي نعيشها اليوم .
ويمكن القول أنّ التكنولوجيا تساهم في تغيير نمط حياتنا كبشر، وبالنسبة إلى الكثيرين منّا، أعتقد أن استخدام التكنولوجيا قد أصبح يُمثّل تحديًا إلى حدٍ ما، وقد بدأ الناس الآن بطرح المزيد من الأسئلة حول جودة الوقت الذي يقضونه على الإنترنت.
كم من هذا الوقت يُستغل بالشكل الصحيح؟ كم من هذا الوقت يحسّن حياتنا؟
وبالطبع، قد تختلف الإجابة من شخص لآخر.
فإن التحكّم بشكل أكبر بكيفية استخدامك للتكنولوجيا سيساعدك على الاستفادة من جميع المزايا التي توفّرها التكنولوجيا من دون أن تصرف انتباهك عن أهدافك على نحو غير مرغوب فيه ،ومما لا شك فيه أن الحفاظ على عادات صحّية وسليمة ومتوازنة في استخدام التكنولوجيا سيعود بالفائدة الكبيرة علينا،ففي مكان العمل يمكن أن تساعدنا التكنولوجيا على زيادة تركيزنا وانخراطنا في العمل ، وتحقيق الإنتاجية والفاعلية بشكل كبير.
أحيانًا نعتقد أننا قادرون على إنجاز العديد من المهام في وقت واحد بفضل الأجهزة المتعددة المتوفّرة أمامنا، فهناك الكثير من الدراسات التي تُبيّن أنّ قدراتنا المعرفية تتراجع بشكل ملحوظ حيث يفقد الأشخاص انتباههم عندما يتنقلون من شاشة إلى أخرى.
أما عندما نفكِّر في كم الإشعارات التي تصلك طوال الوقت ومدى سهولة تشتت انتباهك بسببها ،و الأبحاث التى توصلت إلى أن إشعارات الرسائل الإلكترونية غير المقيّدة تصرف انتباه الموظفين عن العمل، وفي كل مرة يتشتّت انتباه الموظف، يستغرق ما يصل إلى 25 دقيقة لاستعادة تركيزه مرة أخرى في المهمة التي كان يقوم بها في الأصل ، فيتضح لنا التأثير السئ للتكنولوجيا على تركيزنا ومن ثم الإنتاجية للفرد.
أما عن العلاقات بين الأشخاص فنجد أن هناك أبحاث تُبيّن أن استخدام الهاتف أثناء التحدّث مع شخص آخر يقلّل من فاعلية الحوار ويظهر قلّة الإهتمام أو الإنتباه بالنسبة إلى الشخص الآخر ، وإن أفضل هدية يمكن أن تقدّمها إلى إنسان آخر هو أن تمنحه انتباهك الكامل ومن المهم أيضًا التوقّف عن استخدام التكنولوجيا لفترة معيّنة للتركيز على مشاعرنا الخاصة ؛ ما من شأنه أن يساعد على النوم بشكلٍ أفضل ويجعلك أقل تعرضًا للضغوط وأقل قلقًا وأكثر سعادةً.
وعندما نصبح أكثر وعيًا بكيفية استخدامنا للتكنولوجيا ونُجري بعض التغييرات البسيطة بناءً على ذلك، يمكننا الاستفادة من المزايا التي توفرها لنا هذه التكنولوجيا، مع التقليل في الوقت نفسه من التحديات الناتجة عن اتصالنا المستمر بأجهزتنا الرقمية.
من المهم أن نأخذ أحيانًا قسطًا من الراحة ونقلّل من وتيرة حياتنا المتسارعة حتّى نشعر بمزيد من الحيوية والإنتاجية من جديد ، فاستخدام التكنولوجيا سلاح ذو حدين فهو الأكثر انتاجية وسرعة فى هذا العصر ، وفى نفس الوقت الأكثر ضررا للإنسان من حيث الإشعاعات الضارة، وبروز أمراض العصر من توحد وإنطواء وعزله والعيش فى العالم الإفتراضى والموازى ، والتفكك الأسرى والإجتماعى .
وختاما الإستخدام الصحى والمتوازن لوسائل التكنولوجيا المختلفة ، يجعل الإنسان يصل إلى أهدافه ويحقق طموحاته فى أقصر وقت وبسرعة ملحوظة .

موضوعات متعلقة