تعرفي على أهمية الذكاء العاطفي.. وكيف تنمين مهاراتك به؟
إن مصطلح الذكاء العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Intelligence) يعني مقدرة الشخص على تحديد وإدارة والتحكّم بمشاعره الشخصية ومشاعر الآخرين، وهو يشمل عادةً ثلاث مهارات أساسية هي؛ الوعي العاطفي؛ والذي يعني مقدرة الشخص على تحديد وتسمية مشاعره الشخصية ومشاعر الآخرين، والقدرة على استغلال هذه المشاعر وتعليم الآخرين كيفية توظيفها في مهام فكرية مثل،حل المشاكل أو التفكير، والمقدرة على التحكم بالمشاعر، والتي تتضمن كلاً من تحسين المشاعر الشخصية عند الحاجة، وإسعاد أو تهدئة الآخرين.
لا يخصّ الذكاء العاطفي الأشخاص الذين يتواصلون مع الآخرين بكثرة فقط، وذلك لأن أهميته وآثاره تتخطى الناحية الاجتماعية من حياة الإنسان لتصل إلى كافة جوانب الحياة، فهو يعمل على تحسين الصحة الجسدية وذلك بزيادة مقدرة الشخص على رعاية نفسه والتحكّم بمعدلات التوتر لديه، والذي له تأثيرٌ كبيرٌ على الصحة العامة.
أيضا يعمل على تحسين الصحة العقلية يؤثر الذكاء العاطفي على منظور الشخص في الحياة، ويساعده على تخفيف التوتر وتجنّب الاكتئاب وتقلبات المزاج.
ويؤدي كذلك إلى تقوية العلاقات بفهم المشاعر والمقدرة على التحكّم بها، يتمكن الشخص من التواصل عاطفياً بطريقة بناءة، ويتمكن من فهم الآخرين والترابط معهم.
ويساعد الذكاء العاطفي على حل الخلافات، إذ يتمكن الشخص من حل الخلافات وتجنّبها عند مقدرته على تمييز مشاعر الآخرين والتعاطف معها، كما يتمكن من النقاش بشكل أفضل، بسبب مقدرته على فهم حاجات ورغبات الآخرين.
أيضا يساعد الذكاء العاطفي على تبني حوافز داخلية أقوى، والذي يحد من المماطلة للوصول إلى الهدف، ويزيد الثقة بالنفس، ويحسِن المقدرة على التركيز على الغاية.
ويجعل الذكاء العاطفي الشخص قيادياً أفضل، بسبب مقدرته على تحفيز الآخرين وبناء روابط أقوى معهم.
يوجد مجموعة من العلامات التي تدل على امتلاك بعض الأشخاص ذكاء عاطفيا مرتفعا، من بينها التواضع الذي يعد من السمات المميزة للأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا، فهم قادرون على التعامل مع غيرهم بعيدًا عن الغرور والتكبر، الأمر الذي يجعلهم قريبين منهم بقدر كافٍ، كما أنهم قادرون على تقبل النقد ومحاولة تطوير أنفسهم باستمرار. أيضا يتصف أصحاب الذكاء العاطفي بتبنيهم قيمًا ومبادئ وتمسّكهم بها في ظل الظروف المختلفة التي يتعرضون لها في حياتهم.
ويتصف من يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا بقدرتهم على التعامل مع من حولهم بحذر بحيث يخشون التسبب بأي أذى لهم سواء بالقول أو الفعل، فهم يتحملون مسؤولية كل ما ينطقون به، وكل تصرف يقومون به.
ومن يمتلك ذكاء عاطفيًا مرتفعًا يسعى دومًا للتغير من نفسه نحو الأفضل، فهو يغير كل الصفات التي يجد بأنها بحاجة إلى تغيير، ويحسن كل ما هو بحاجة إلى تحسين ليصل إلى مرحلة الرضا عن نفسه.
و يمكن لأي شخص تنمية مهارات الذكاء العاطفي لديه عبر اتباع مجموعة من النصائح التي من شأنها مساعدته على تطوير هذا الجانب من شخصيته، أبرزها الانتباه إلى المشاعر والسلوكيات اليومية يمكن تطوير الذكاء العاطفي عبر التركيز في نهاية كل يوم في كيفية سير الأحداث والتفاعلات الإيجابية أو السلبية للشخص مع من حوله، وسيساعده تدوين أفكاره على تحديد أنماط سلوكياته وردود أفعاله مقارنة مع غيره، فيحدد أين تميز، وأين أخطأ، وكيف كانت مشاعره وطريقة تعاطفه مع غيره، كل ذلك سيساعده على التطوير من نفسه.
كما يمكن للشخص الانتباه إلى مشاعره تجاه مواقف معينة، والتفكير في الأسباب التي أدت لتلك الاستجابة العاطفية القوية أو الضعيفة للأحداث التي تدور من حوله، فهذا سيساعده على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين.
يساعد استماع الشخص إلى آراء الأشخاص المحيطين به والذي يتعامل معهم يوميًا، بالإضافة إلى تقييمه الذاتي لنفسه على تطوير جوانب عدة من الذكاء العاطفي لديه، فعلى سبيل المثال؛ بإمكانه سؤال زملائه في العمل عن نقاط قوته وضعفه التي يرونها، أو أي سلوكيات تصدر منه دون انتباه ليتمكن من تعديلها.
يعد الاستماع النشط والفعال من أهم السمات المميزة لمن يمتلكون ذكاء عاطفيًا مرتفعًا، وبالتالي فإنه يمكن التدرب على تلك المهارة وممارستها عبر التركيز على ما يقوله المتحدث، واستخدام الإيماءات والإشارات غير اللفظية للتفاعل معه، الأمر الذي سيجعل من السهل التواصل مع الآخرين وفهم أفكارهم ومشاعرهم، وتطوير مهارات الذكاء العاطفي لديه.
أيمكن للمهتمين بتطوير الذكاء العاطفي لديهم وتعزيز قدراتهم القيادية أخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت بمساعدة أشخاص لديهم معرفة واسعة في هذا المجال، وعبر التواصل مع الأشخاص الآخرين المهتمين بتطوير هذا الجانب لديهم، الأمر الذي سيساعدهم على اكتساب مهارات ومعارف جديدة.